بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف مخلوقاته سيدنا محمد صلًّى الله عليه وسلم:
قال صلَّى الله عليه وسلم : « إن الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء » (رواه البخاري) ، وقوله عليه الصلاة والسلام عندما ذكرت الحمى فسبها رجل : « لا تسبها فإنها تنقي الذنوب كما تنقي النار خبث الحديد » (رواه مسلم) .
لقد تبين أنه عند الإصابة بالحمـــى ذات الحرارة الشديدة التي قد تصل إلى 41 درجة مئوية والتي وصفها عليه الصلاة والسلام بأنها من فيح جهنم ، وقد يؤدي ذلك إلى هياج شديد ثم هبوط عام وغيبوبة تكون سببا ً في الوفاة ، ولذا كان لزاما ً تخفيض هذه الحرارة المشتعلة بالجسم فورا ً حتى ينتظم مركز تنظيم الحرارة بالمخ وليس لذلك وسيلة إلا وضع المريض في ماء أو عمل كمادات من الماء البارد والثلج ، حيث إنه إذا انخفضت شدة هذه الحرارة عاد الجسم لحالته الطبيعية ، بعد أن ينتظم مركز تنظيم الحرارة بالمخ ، ويقلل هذه الحرارة بوسائله المختلفة من تبخير وإشعاع وغيرهما .
ولذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا حم َّ دعا بقربة من ماء فأفرغها على أسهى فاغتسل ولما كانت الحمــى يستلزمها الحمية عن الأغذية الرديئة وتناول الأغذية والأدوية النافعة ،وفي ذلك إعانة على تنقية البدن وتصفيته من مواده الرديئة التي تفعل فيه ، كما تفعل النار في الحديد في نفي خبثه وتصفية جوهره ، كانت أشبه الأشياء بنار الكير التي تصفي جوهر الحديد ،وقد ثبت علميا ً أنه عند الإصابة بالحمــى تزيد نسبة مادة ( الأنترفيون ) لدرجة كبيرة كما ثبت أن هذه المادة التي تفرزها خلايا الدم البيضاء تستطيع القضاء على الفيروسات التي هاجمت الجسم ، وتكون أكثر قدرة على تكوين الأجسام المضادة الواقية ،فضلا ًعن ذلك فقد ثبت أن مادة ( الأنترفيون ) التي تفرز بغزارة أثناء الإصابة بالحمــى لا تخلص الجسم من الفيروسات والبكتريا فحسب ولكنها تزيد مقاومة الجسم ضد الأمراض وقدرتها على القضاء على الخلايا السرطانية منذ بدء تكوينها وبالتالي حماية الجسم من ظهور أي خلايا سرطانية ولذا قال بعض الأطباء إن كثيرا ً من الأمراض نستبشر فيها بالحمى كما يستبشر المريض بالعافية فتكون الحمى فيها أنفع من شرب الدواء بكثير مثل مرض الرماتيزم المفصلي ومن هنا ندرك حكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رفض سب الحمى بل الإشادة بها بوصفها تنقي الذنوب ...
أدامكم الله سالمين معافين إنه على كل ِّ شيء قدير ..